.

.

السبت، 5 سبتمبر 2015

تذكار نياحة ملاخي النبي آخر أنبياء العهد القديم


"ملاخي"، بالعبرية يعني "رسولي". ربما جاء إختصاراً لكلمة "ملاخيا" أي "رسول يهوه"، وقد تُرجم في السبعينية "رسولي" أو "ملاخياس" كلقب للنبي وليس اسماً له.

ظن بعض اليهود أن إسم "ملاخي" رمزي، وأن له إسماً آخر غير معروف، بل وظن بعضهم أنه كان ملاكاً من السماء، ولم يكن إنساناً كما ورد في قضاة (٢ : ١).ظن بعضهم أنه هو عزرا الكاتب، فقد جاء في ترجوم يوناثان بن عزائيل "الذي يُدعى اسمه عزرا الكاتب". وظن آخرون أنه مردخاي.

في تقليد قديم قيل أنه من سبط زبولون، وأنه مات وهو صغير السن.

بحسب التلمود كان ملاخي عضواً في المجمع الكبير.

ولسفر ملاخي مركز خاص، فهو يمثل عند اليهود آخر أسفار الكتاب المقدس، وكأنه جاء ليقدم الوصية الختامية التي تحوي غاية كل
الكتاب المقدس. إنها وصية الله المقدمة لشعبه حيث يعلن لهم في وضوحٍ كاملٍ النقاط التالية:

١ - الله يحبهم، وبذات الحب الذي يحبهم به يحب كل البشرية. فحبه لهم المجاني لا يعني محاباته لشعبٍ معينٍ على حساب بقية الشعوب.
٢ - رفضه التام لتقدماتهم وذبائحهم، لأنهم حرفيون في فهمهم للشريعة، وفي حياتهم. يمارسون العبادة بقلبٍ يكسر الوصية، ويرفض الشركة مع الله.
٣ - إذ أخطأوا على كل المستويات كقادة وكهنة وشعب، فالحل الوحيد هو الرجوع إلى الله، أي التوبة، بابها مفتوح للجميع.
٤ - يختم السفر بإشراق شمس البرّ على كل الجالسين في الظلمة، لكي يتمكن من يريد، أيا كانت جنسيته، أن يتمتع بالشفاء بأجنحتها.

إنه سفر محبة الله التي لا تعرف المحاباة. سفر نعمة الله الغنية التي تفتح أبواب السماء للجميع. سفر الرجوع إلى الله، الذي يُسَّر بكل من يقبل الدعوة للشركة معه. هو سفر كل نفسٍ بشريةٍ جادةٍ في طلب خلاصها.

أما سيرة ملاخى النبى كما ذُكرت فى السنكسار فهى كما يلى:
في مثل هذا اليوم من سنة ٤٣٠ ق.م. تنيَّح النبي العظيم ملاخي (ملاخي: اسم عبري معناه ملاك الله) وهو أحد الأنبياء الصغار الإثنى عشر وآخر أنبياء العهد القديم. 
تنبأ بعد السبي أثناء غيبة نحميا في شوشن نحو سنة ٤٣٢ ق.م. حيث كان الهيكل قد بُنِى. تعرض في نبوته لحالة الفساد التي كان عليها الكهنة والشعب. كما أعلن كراهية الله الشديدة للطلاق
ووبخ الأغنياء لقساوة قلوبهم على الفقراء وأنذر بحلول الضربات السمائية على المجدفين وتنبأ عن بطلان ذبيحة العهد القديم وإقامة ذبيحة العهد الجديد، كما تنبأ عن سر التجسد الإلهي بقوله: "وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (ملا ٣ : ١). ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.


المصادر:
+ تفسير سفر ملاخى للقمص تادرس يعقوب ملطى
+ السنكسار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق