.

.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015





القديسة صوفيا هي قديسه قبطية من مصر، ذاع صيتها في العالم كله.

ولدت القديسة صوفيا في مدينة البدرشين بمصر فى القرن الثانى الميلادى. وكانت في بداية حياتها تعبد الأوثان. وكان يوجد بجوارها جارات مسيحيات يعشن بروح المحبة والوداعة، مواظبات على الذهاب إلى الكنيسة. وقد حركتهن مشاعرهن لتعليم صوفيا طريق الحياة الأبدية والذهاب إلى الكنيسة ومبادئ الدين المسيحي فقبلت صوفيا هذا الإيمان وبخاصة أنها لمست فيهن روح المحبة. فآمنت وأخذت تسير معهن، حتى بعد أيام ليست بكثيرة، طلبت سر المعمودية. عمدها أسقف منف ونمت في الفضيلة ملازمة الصلاة والصوم ومحبة الفقراء.

وقد رامت أخبار إلى أقلوديوس الوالى بأن صوفيا الوثنية صارت مسيحية فأمر بإحضارها ومحاكمتها، فلما مثلت بين يديه سألها عن معتقدها، فأجابته بأنها كانت عمياء، وأنها كانت تعبد الأوثان ثم أنها أبصرت وصارت مسيحية. لقد أعطانها يسوع المسيح حياة من بعد موت. فرأي أنها بذلك قد اغضبت الآلهة بكلامها هذا وأمرها بالعودة إلى عبادة الأوثان لكى لا تجلب الغضب عليها، فأجابته صوفيا بأن هذه الآلهة لا تزيد عن كونها حجاره لا تنفع ولكن تضر فكيف تأخذها لك آلهة! فهى ليس بها مشاعر لكى تغضب كما تقول لى، أما أنا فلن أُغضب الإله يسوع المسيح.

عندما سمع الوالي ما قالته صوفيا أمر جنده بضربها بسياط من أعصاب البقر. ومع ذلك كانت صوفيا تصلى إلى ربها لكى يعطى نعمة البصيرة الروحية للجميع، كما نعمت بها هي. ولم يكتفى هذا الوالي بضرب السياط بل تمادى في التعذيب وأمر بكى مفاصلها بالنار، ولكنها أصرت علي ديانتها المسيحية، وكانت تصرخ بأنها مسيحية أثناء عذابها وتكرر في إعترافها بالديانة المسيحية. أرسل أقلوديوس الوالى زوجته تلاطفها وتعدها بمواعيد كثيرة، فلم تمل إلى كلامها حتي أمر الوالي بقطع لسانها، ثم حبسها في سجن مظلم، بينما كانت صوفيا تصلي لربها طالبة غفران للذين عذبوها واضطهدوها.

أخيرا أمر الوالى أقلوديوس بقطع رأسها فصلت صوفيا صلاة طويلة وسألت ربها أن يسامح الملك وجنده بسببها. ثم أحنت عنقها للسياف فقطع رأسها. وأخذت أمرأة قبطية أخري كانت ترافقها جسدها بعد أن أعطت للجنود مالاً كثيراً ولفته بلفائف ثمينة، ووضعته في منزلها. وكانت تظهر منه عجائب ومعجزات كثيرة. وكانوا يوم عيدها ينظرون نورا عظيماً يشع من جسد القديسة صوفيا وتخرج منه روائح طيبة وتمت معجزات كثيرة من جسد القديسة.

كاتدرائية آيا صوفيا
كاتدرائية آيا صوفيا:
سمع الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة بالكثير من المعجزات التي تتم علي إسم القديسة وجسدها في مصر، فبنى كنيسة عظيمة وأمر بنقل جسد صوفيا القبطية إلى مدينة القسطنطينية ووضعوه في هذه الكنيسة تكريماً لها.

وقد كانت هذه الكاتدرائيه مقراً لبطريركية القسطنطينية، وظلت ككاتدرائية على مدار ٩١٦ عام. ثم صارت مسجداً لمدة ٤٨١ عام. ومنذ عام ١٩٣٥ م أصبح متحفاً على يد أتاتورك.

قصة البناء:
كاتدرائية آيا صوفيا أو آجيا صوفيا - بمعني القديسة صوفيا - هى صرحاً فنياً ومعمارياً  وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط. أقامها أولاً الإمبراطور قسطنطين العظيم كما ذكر سالفاً، وإنتهى البناء الأول في عام ٣٦٠ م في عهد الأمبراطور قسطنطينوس الثاني.

البناء الثانى:
إحترق البناء في إحدى حركات التمرد ولم يبقى منه شيئاً، مما جعل الإمبراطور تيودوروس الثاني يقوم في بنائها ثانيةً ويفتتحه للعبادة عام ٤١٥ م. ومن المعروف أن آيا صوفيا الثاني أيضاً كان ذات مخطط كاتدرائي وجدران حجرية وسقف خشبي، وقد تم إكتشاف بعض بقايا هذا البناء في الحفريات التي قام بها البروفيسور أ.م.سنايدر عام ١٩٣٦ م حيث عثر على بقايا درج المدخل وأحجار الواجهة والأعمدة وتيجان الأعمدة وقواعد الأعمدة والتزيينات والأفاريز وهي موجودة اليوم في حديقة آيا صوفيا وأسفل المدخل. 

ولكن بناء آيا صوفيا الثاني لم يكن بأفضل مصيراً من سابقه إذ أنه إحترق تماماً أثناء حركة التمرد الذي إشتعلت شرارته الأولى في مضمار آيا صوفيا عام ٥٣٢ م.

البناء الثالث:
بعد الحريق الثاني الذي قضى على آيا صوفيا للمرة الثانية قرر الإمبراطور أيوستينيانوس الثاني (٥٢٧ - ٥٦٥ م) أن يبني بناء أكبر وأعظم لآيا صوفيا. فكلف أشهر معماريي العصر في ذلك الوقت وهم أيسيدروس الميليتوس وأنتيميوس الترالليسي ببنائه. والصرح القائم في يومنا هذا هو الصرح الذي بني المرة الثالثة الذي طالت مدة بنائه منذ ٥٣٢  إلى ٥٣٧ م، أي خمسة سنوات متتالية من دون الإنتهاء من الزخارف. وأفتتح للعبادة عام ٥٣٧ م.

وكان بناء كنيسة أيا صوفيا على طراز الباسيليكا المقبب ويبلغ طول هذا المبنى الضخم ١٠٠ متر وإرتفاع القبة ٥٥ متر أي انها أعلى من قبة معبد البانثيون، ويبلغ قطر القبة ٣٠ متر.

سيرة القديسة صوفيا كما دُونت بالسنكسار:
في مثل هذا اليوم من القرن الثاني المسيحي، استشهدت القديسة صوفيا. وُلِدَت هذه القديسة في منف بمصر من أبويين وثنيين، ولكنها عرفت السيد المسيح واعتمدت على يد أسقف منف، ولازمت البيعة. وكان ذلك في أيام البابا أومانيوس البطريرك السابع من بطاركة الكرازة المرقسية، وفي عهد الإمبراطور هدريان، حيث أعلن الاضطهاد بشدة على المسيحيين الأقباط. فلما رأت جاراتها الوثنيات ذلك، أبلغن الوالي كلوديوس بأمر هذه القديسة. فاستحضرها، وسألها عن إيمانها. فأقرت أنها مسيحية ولم تنكر. فضربها بأعصاب البقر وكوى مفاصلها. ولكنها ثبتت على الإيمان، وكانت تصيح أنا مسيحية، فاغتاظ الوالي وأمر بقطع لسانها.ولما تعب من تعذيبها، ألقاها في السجن. ثم أرسل إليها زوجته لكي تلاطفها وتقنعها بترك إيمانها. ولكنها ثبتت على الإيمان.

ولما رأي الوالي إصرارها أمر بقطع رأسها. فصلت وأحنت رأسها للسيَّاف، فقطع رأسها، ونالت إكليل الشهادة. فأخذت امرأة مسيحية جسدها الطاهر، ولفته بلفائف ثمينة ووضعته في بيتها، فكانت تظهر منه آيات كثيرة.

وفي يوم عيدها، كانوا ينظرون نوراً عظيماً يشع من جسدها. وتنبعث منه رائحة طيبة. ولما تملك الملك قسطنطين الكبير وسمع بخبرها، أرسل فنقل جسدها الطاهر إلى مدينة القسطنطينية حيث بنى فوقه كنيسة سُميت باسم ( آجيا صوفيا ). وكانت آية في الجمال، ومن أشهر الكنائس. وقد جدّد الإمبراطور يوستنيان بناءها وزادها رونقاً حتى جعلها تحفة الشرق. وفي الوقت الحاضر تحولت هذه الكنيسة إلى متحف بسبب روعة معمارها وزخارفها الكثيرة ولا زالت تحمل نفس اسم القديسة صوفيا.

بركة صلواتها فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق